في زمنٍ عزّت فيه الأخوّة الخالصة، وقلّت فيه النفوس التي تُحب لله وتُعطي لله، جمع القدر بين شابين لم تجمعهما أرض واحدة، لكن جمعتهما المحبة في الله، والأخوّة في الإسلام، والانتماء إلى عروبة واحدة.
كان أحمد، شاب مصري من دلتا النيل، يعشق التراب والماء والنخيل. طيب القلب، بسيط في هيئته، عميق في وفائه. أما سعود، شاب سعودي من نجد، يحمل على كتفيه هيبة الصحراء ونقاء البداوة، فتى فارس يعشق الخيل والكرم والشهامة.
تعرفا لأول مرة في ملتقى شبابي إسلامي في المدينة المنورة. جلسا بجانب بعضهما، وابتدأ الحديث بتحية، ثم ما لبث أن امتد إلى أحاديث عن الحياة، الدين، الأهل، والهموم. ومنذ تلك اللحظة، أصبحت صداقتهما لا تعرف حدود.
مرت شهور، واشتدت بينهما أواصر الصحبة، حتى صار كل منهما مرآة للآخر. لكن المرض لم يكن بعيدًا عن أحدهما... ففي ليلة صيف هادئة، اتصل سعود بأحمد صوته متعب، وكلماته ثقيلة:
"يا أحمد... الكلى تعبتني... الأطباء بيقولوا محتاج زراعة."
لم يتردد أحمد لحظة، ولم يطلب استشارة أحد. كانت الإجابة جاهزة في قلبه:
"أنا جنبك... وحتبرع لك بكليتي."
رغم محاولات سعود لثنيه، أصر أحمد على موقفه، فتمت الفحوصات، وتطابقت الأنسجة، وكأن القدر قد كتب منذ البداية أن تُكمل كلية أحمد حياة سعود. تمت العملية، ونجحت، وخرج الاثنان من المستشفى يحملان نفس الجرح، ونفس الألم، ونفس الامتنان.
مرت الأيام، وشُفي سعود، وتبدّلت الأدوار...
ففي أحد الأيام، توفى والد أحمد فجأة. ترك له ديونًا ثقيلة وأرضًا بلا محصول. ضاقت الدنيا بأحمد، ولم يكن له من سند إلا رفيق رحلته، سعود.
مد سعود يده بلا تردد، وسد الدين، وأعطى لأحمد ما يُعينه على المعيشة، وقال له:
"دي مش فلوس... ده رد جميل، ولا عمره يوفّي اللي عملته عشاني."
ومع الأيام، اتفقا على بدء مشروع مشترك في مصر. اشتروا قطعة أرض في الريف، أحمد يزرعها بنخل ورمان، وسعود أنشأ اسطبل خيل صغير بجانب المزرعة. كانت الأرض مباركة، والمشروع ناجحًا، لكن الأهم: أن القلوب اقتربت أكثر، وصارت الأخوّة أقوى.
وجاء موسم الحج.
قرر الاثنان الذهاب معًا، لكن أحمد لم يكن بكامل صحته. فمع مشقة الطريق، بدأت كليته تتعب، وجسده ينهار. وفجأة، وأمام صعيد عرفات، سقط أحمد من شدة الإعياء.
لم يتردد سعود، حمله على كتفيه، وسار به خطوات الطواف والسعي، مرددًا:
"إن حملتك بجسدي، فقد حملتني أنت بروحك من قبل..."
وهناك، تحت ظل الكعبة، والدموع تغسل الوجوه، نظر كل منهما للآخر، وقالا:
"أشهد الله أني أحبك فيه."
ولم يكن في المشهد سوى دمعتين، ورجلين... تسكنهما كُلية واحدة، وتجمعهما أخوّة لا تموت.
نص درامي يتناول حوارات داخلية بين شخصيات تبحث عن الأمل في زمن القلق. عُرض على خشبة المسرح في مهرجان المسرح العربي 2024.
في هذا اليوم بدأت أضع أولى كلماتي على الورق، أتأمل في المعاني وأفتش عن الأفكار بين السطور. الكتابة لم تكن يومًا مجرد حروف، بل مشاعر تُصاغ بلغة مختلفة.
أحيانًا تكون الكتابة طريقًا لفهم الذات. في هذه التدوينة أشارك تأملاتي حول الصمت الداخلي والكلمات التي لم تجد بعد طريقها للخروج.
صياغة نصوص جذابة ومؤثرة للمدونات، المواقع، والمنصات الرقمية.
إعداد مقالات احترافية في مجالات الثقافة، الأدب، التنمية الذاتية، والتقنية.
تنقيح النصوص من الأخطاء الإملائية والنحوية، وتحسين الأسلوب لتقديم نصوص أكثر احترافية وأناقة.
تأليف قصص خيالية أو واقعية بأسلوب سردي مشوق، مع إمكانية كتابة سيناريوهات قصيرة.
هنالك العديد من الأنواع المتوفرة لنصوص لوريم إيبسوم، ولكن الغالبية تم تعديلها بشكل ما عبر إدخال بعض النوادر أو الكلمات العشوائية إلى النص. إن كنت تريد
مصر - الأسكندريه
01015805885
صنع بواسطة سنديان